الأضحية: ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل،
قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } .
وفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما».
حكمها :
ذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة مؤكدة، وهو مذهب الشافعي، ومالك، وأحمد في المشهور عنهما.
وذهب آخرون إلى أنها واجبة، وهو مذهب أبي حنيفة وإحدى الروايتين عن أحمد، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: هو أحد القولين في مذهب مالك، أو ظاهر مذهب مالك.
شروط الأضحية :
1- أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها .
2- أن تبلغ السن المحدود شرعاً ( من الإبل ما له خمس سنين ، ومن البقر ما له سنتان ،
ومن الماعز ما له سنة ، ومن الضأن ما له ستة أشهر . )
3- أن تكون خالية من العيوب الآتية :
أ - العور البين .
ب - العرج البين .
ج - المرض البين .
د - الهزال المزيل للمخ .
ه - العمياء .
و - مقطوعة الساق .
هذه العيوب إذا وجدت في الضحية فلا يجوز الأضحية بها .
وأما المكروه منها فهي: ( يعني يجوز الأضحية بها مع الكراهة )
1 ـ العضباء: وهي ما قطع من أذنها أو قرنها النصف فأكثر.
2 ـ المقابلة ـ بفتح الباء ـ: وهي التي شقت أذنها عرضاً من الأمام.
3 ـ المدابرة ـ بفتح الباء ـ: وهي التي شقت أذنها عرضاً من الخلف.
4 ـ الشرقاء: وهي التي شقت أذنها طولاً.
5 ـ الخرقاء: وهي التي خرقت أذنها.
6 ـ المصفرة ـ بضم الميم وسكون الصاد وفتح الفاء والراء ـ: وهي التي قطعت أذنها حتى ظهر صماخها، وقيل المهزولة إذا لم تصل إلى حد تفقد فيه المخ.
7 ـ المستأصلة ـ بفتح الصاد ـ: وهي التي ذهب قرنها كله.
8 ـ البخقاء: وهي التي بخقت عينها فذهب بصرها وبقيت العين بحالها.
9 ـ المشيعة ـ بفتح الياء المشددة ـ: وهي التي لا تتبع الغنم لضعفها إلا بمن يشيعها فيسوقها لتلحق.
10 -البتراء من الإبل والبقر والمعز وهي التي قطع نصف ذنبها فأكثر.
11 ـ ما قطع من أليته أقل من النصف. فإن قطع النصف فأكثر فقال جمهور أهل العلم: لا تجزىء. فأما مفقودة الألية بأصل الخلقة فلا بأس بها.
12ـ ما قطع ذكره.
13 ـ ما سقط بعض أسنانها ولو كانت الثنايا أو الرباعيات. فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره.
14 ـ ما قطع شيء من حلمات ثديها. فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره. وإن توقف لبنها مع سلامة ثديها فلا بأس بها.
وقت الأضحية :
وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم
من أيام التشريق ( يعني أربعة أيام يوم العيد وثلاثة أيام بعده ) .
فيمن تجزىء عنه الأضحية :
تجزىء الأضحية الواحدة من الغنم عن الرجل وأهل بيته
فيما يؤكل ويفرق من الأضحية :
يشرع للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي، ويتصدق لقوله تعالى: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ }. وقوله تعالى: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَـنِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْنَـهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }. فالقانع السائل المتذلل، والمعتر المتعرض للعطية بدون سؤال .
وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في مقدار ما يأكل ويهدي ويتصدق، والأمر في ذلك واسع، والمختار أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث، وإن قسمها نصفين جاز ، نصف لبيته ونصف
للتصدق والإهداء .
الأضحية عن الأموات :
يجوز أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي صلى الله عليه وسلّم عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.
ويجوز أن يضحي عنهم إذا وصوا بذلك بل يجب تنفيذ وصاياهم .
أما الأضحية عنهم اسقلالا ، كأن تخصص ضحية عن الأموات فهذا خلاف السنة ،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح عن أحد من أهل بيته الأموات بخصوصه .
ما يجتنبه من أراد الأضحية :
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله، أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره، أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وفي لفظ: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره». رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ: «فلا يأخذ من شعره وأظفاره شيئاً حتى يضحي»، وفي لفظ: «فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً». وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.
وهذا حكم خاص بمن يضحي، أما من يضحى عنه فلا يتعلق به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «وأراد أحدكم أن يضحي» ولم يقل أو يضحى عنه؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يضحي عن أهل بيته ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.
وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من الشعر والظفر والبشرة.
ومن أراد الاستزاده فعليه بالرجوع لكتاب أحكام الأضحية والذبح للشيخ محمد
بن صالح العثيمين رحمه الله . وفقنا الله جميعا للعمل بكتابه وسنة نبيه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .