في غزوة بدر جعل والد «أبي عبيدة» يتصدى له، فجعل أبوعبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصده قتله أبوعبيدة، فأنزل الله هذه الآية: لا تّجٌدٍ قّوًمْا يٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ $ّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ يٍوّادٍَونّ مّنً حّادَّ پلَّهّ $ّرّسٍولّهٍ $ّلّوً كّانٍوا آبّاءّهٍمً أّوً أّبًنّاءّهٍمً أّوً إخًوّانّهٍمً أّوً عّشٌيرّتّهٍمً أٍوًلّئٌكّ كّتّبّ فٌي قٍلٍوبٌهٌمٍ الإيمّانّ $ّأّيَّدّهٍم بٌرٍوحُ مٌَنًهٍ $ّيٍدًخٌلٍهٍمً جّنَّاتُ تّجًرٌي مٌن تّحًتٌهّا الأّنًهّارٍ خّالٌدٌينّ فٌيهّا رّضٌيّ پلَّهٍ عّنًهٍمً $ّرّضٍوا عّنًهٍ أٍوًلّئٌكّ حٌزًبٍ پلَّهٌ أّلا إنَّ حٌزًبّ پلَّهٌ هٍمٍ پًمٍفًلٌحٍونّ >22< (المجادلة).>
الصبر الجميل
سئل شيخ الإسلام «ابن تيمية» عن الصبر الجميل في قوله تعالى: فّصّبًرِ جّمٌيلِ $ّاللَّهٍ پًمٍسًتّعّانٍ عّلّى مّا تّصٌفٍونّ >18< (يوسف)؟ فأجاب: الله أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل.
فأما الهجر الجميل فهجر بلا أذى، والصفح الجميل صفح بلا عتاب، والصبر الجميل صبر بلا شكوى.>
في ظلال آية
قال تعالى: $ّلّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ پًقّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ (آل عمران:159).
قال الشهيد سيد قطب يرحمه الله: «فالناس في حاجة إلى كنف رحيم، وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحة، وإلى ود يسعهم، وحِلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم، في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم، ولا يحتاج منهم إلى عطاء، ويحمل همومهم ولا يعنّيهم بهمه، ويجدون عنده دائماً الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء.
وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهكذا كانت حياته مع الناس، ما غضب لنفسه قط، ولا ضاق صدره بضعفهم البشري، ولا احتجز لنفسه شيئاً من أعراض هذه الحياة؛ بل أعطاهم كل ما ملكت يداه في سماحة ندية، ووسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم، وما من واحد منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه نتيجة لما أفاض عليه من نفسه الكبيرة الرحيبة