حذيفه بن اليمان رضي الله عنه
هو حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن عمرو العبسى ، وكانت لحذيفة منزلة
ومكانةرفيعةعندرسول الله صلىالله عليه وسلم وكان صاحب سر رسول الله صلىالله عليه وسلم فى المنافقين لم يعلمهم أحد الا حذيفة أعلمه بهم رسول الله صلىالله عليه وسلم وكان عمربن الخطاب رضى الله عنه اذا مات ميت لا يصلى عليه حتى يسأل عن حذيفةفاذاحضرحذيفةالصلاة صلىعليه عمروالا لم يصل خشيةأن يكون من المنافقين فقدأمرالله نبيه صلىالله عليه وسلم فى سورةالتوبةآية 84 ألايصلى علىالمنافقين قال تعالى(ولا تصل على أحدمنهم أبداولا تقم على قبره انهم كفروابالله ورسوله وماتوا وهم فاسقين) صدق الله العظيم .
وعن حذيفة قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريحٌ شديدة، وقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ألا رجل يأتينا بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة] قال: فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم قال: فسكتنا، فقال: قم يا حذيفة، اذهب فائتنا بخبر القوم ولا تذعرهم علي، ثم مسح رأسي ووجهي وقال: اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته حتى يرجع، فلما وليت من عنده جعلت أمشي كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان ُيصْلي ظهره بالنار، لو رميته لأصبته، فقلت ما أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، وفي منتصف الطريق إذا بنحو عشرين فارساً معتمين فقالوا: أخبر صاحبك أن الله تعالى كفاه القوم، فلما أتيت الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرته خبر القوم وفرغت قررت (عاد له البرد).
وعن حذيفة قال: مربي عمر فقال لي: يا حذيفة، إن فلاناً قد مات فاشهده. قال ثم مضى، حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت إلي فرآني وأنا جالس فعرف، فرجع إلي فقال: ياحذيفة، أنشدك الله أمن القوم أنا؟ قال: قلت: اللهم لا، ولن أبرئ أحداً بعدك. وهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر حذيفة بأسماء المنافقين.
اعماله
استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض الصدقة، كما ولاه عمر على المدائن سنة اثنتين وعشرين، فمضى حذيفة إلى نهاوند فصالحه دينار، وغزا حذيفة مدينة الدينور و مدينة ماسبذان وهمذان و الري فافتتح هذه المدن الأربعة عنوة.
وفاته
واذ هو يتهيأ للرحلة الأخيرة دخل عليه بعض أصحابه، فسألهم:
أجئتم معكم بأكفان..؟؟
قالوا: نعم..
قال: أرونيها..
فلما رآها، وجدها جديدة فارهة..
فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة، وقال لهم:
" ما هذا لي بكفن.. انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص..
فاني لن أترك في القبر الا قليلا، حتى أبدّل خيرا منهما... أو شرّ منهما"..!!
وتمتم بكلمات، ألقى الجالسون أسماعهم فسمعوها:
" مرحبا بالموت..
حبيب جاء على شوق..
لا أفلح من ندم"..
تقول زوجته: لما كان ليلة توفي حذيفة، جعل يسألنا أي الليل هو، فقلنا السحر، فقال: أجلسوني، وجهوني فقال: اللهم أعوذ بك من صباح النار ومن مسائها، ثم قال: الله إنك تعلم أني أحبك، فبارك لي في لقائك، ثم مات.
.وصعدت الى الله روح من أعظم أرواح البشر، ومن أكثرها تقى، وتآلقا، واخباتا