السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه وهو ابن مسلمين كريمين من اوائل السابقين إلي الاإسلام فأبوه زيد بن الحارثة،وامه السيدة أم ايمن حاضنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ومربيته.
كلان شديد السواد ،خفيف الروح شجاعا ،رباه النبي عليه الصلاة والسلام وأحبه حبا كثيرا كما كان يحب أباه فسمي الحب بن الحب،وكان النبي عليه الصلاة والسلام يأخذه هو والحسن ويقول اللهم احبهما فإني احبهما)وكان أسامة شديد التواضع حاد الذكاء يبذل أقصي ما عنده في سبيل دينه وعقيدته .
وخرج أسامة مع النبي عليه الصلاة والسلام في عام الفتح إلي مكة راكبا خلفه علي بغلته ، ودخل النبي عليه الصلاة والسلام الكعبة ليصلي فيها ركعتين ومعه أسامة وبلال ، ووقع أسامة علي الأرض فجرحت جبهته فقام النبي عليه الصلاة والسلام مسرعا ليمسح الدم الذي يسيل منها حتي وقف النزيف.
وقد حمل أسامة كل الصفات ومواهب القائد الشجاع ، مما زاد من اعجاب النبي عليه الصلاة والسلام به فجعله قائدا لجيش المسلمين لغزو الروم ،وجعله الرسول الله صلي الله عليه وسلم أميرا علي جيش فيه كبار الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ،فستكثر بعض المسلمين علي أسامة كل هذا وتكلموا في ذلك ، ولما علم النبي عليه الصلاة والسلام بذلك صعد المنبر وحمد الله ثم اثني عليه وقال إن تطعنوا في إمارته (أي إمارة أسامة) فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيم الله إنه كان لخليقا للإمارة لجدير بها، وانه كان لمن أحب الناس إلي ، وان هذا لمن أحب الناس إلي بعده . وتوفي النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن يتحرك جيش أسامة إلي غايته التي حددها الرسول صلي الله عليه وسلم ، وقبل أن يموت النبي عليه الصلاة والسلام وأوصي أصحابه أن يسارعوا بتحريك فقال لهم :" أنفذوا بعث أسامة ، أنفذوا بعث أسامة"، وبعدما توفي النبي عليه الصلاة والسلام قام أبوا بكر الصديق بإنفاذ جيش اسامة .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما يقسم أموال علي المسلمين يجعل نصيب أسامة منها ثلاثة ألاف وخمسمائة في حين يعطي ابنه عبد الله ثلاثة ألاف فيقول ابن عمر لأبيه : لقد فضلت علي أسامة وقد شهدت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم مالم يشهد فيرد عليه عمر رضي الله عنه قائلا إن أسامة كان أحب إلي رسول الله منك، وأبوه كان أحب إلي رسول الله من أبيك).
وكان رضي الله عنه كثير العبادة محافظا علي صوم يوم الاثنين والخميس مع كبر سنه وضعف جسمه تأسيا برسول الله صلي الله عليه وسلم.