بسم الله الرحمن الرحيم
ذات يوم كان أحد الشباب وليس في جيبه إلا مائة ريال ، فوقف عليه مكروبٌ وقال له : يا أخي إنني محتاج وفي ضيق وزوجتي في كرب وقد توسمت في وجهك الخير فلا تخيبني .
يقول : ما في جيبي إلا مائة ريال وأنا في منتصف الشهر وأنا في تردد ، والشيطان يصرفني ، حتى تجاسرت وقبضت عليها وقلت هي لله .
والله ما مشى إلا خطوات ودخل الإدارة يبحث عن رسالة؛ فهو ما زال طالباً .
يقول : فأمسك الموظف بظهري وقال لي : أنت فلان ؟
قلت : نعم .
قال : نجحت بامتياز العام الماضي ؟
قلت : نعم .
قال : لك ألف ريال ، تعال فاستلمها
قصه اخرى:
خرجت أنا وصاحبي إلى رحلة برية في أواخر الشتاء استمتعنا فيها بما شهدنا وحمدنا
الله على ما رأينا وعايشنا , واقتربت رحلتنا من نهايتها وكنا على مقربة من أرض الحجاز
فاقترح صاحبي أن نستغل قربنا من مكة فنؤدي العمرة , وعندما انهينا عمرتنا وتوجهنا
إلى الرياض عن طريق الطائف توقفنا في هجرة صغيرة على طريق السيل لأداء الصلاة..
وبعد الانتهاء من الفريضة قام إمام المسجد بإلقاء كلمة موجزة طالب فيه جماعة
المسجد بالتبرع ولو باليسير لعمل ترميم للمسجد الذي يبدو عليه القدم والتأثر بمياه
المطر , جُمعت التبرعات القليلة التي لم تتجاوز المئات وعندها قام صاحبي وقابل إمام
المسجد وسأله عن اسمه ومن ثم كتب له شيكاً بخمسة ألاف ريال..
فرح الإمام بهذا المبلغ وقدم شكره الجزيل ومن ثم انطلقنا إلى الرياض وقبيل الوصول
توقفنا في إحدى محطات الوقود وفجأة نزل صاحبي واتجه إلى ثلاث سيارات فارهة غالية
الثمن كانت متوقفة في طرف المحطة وأصحابها بجوارها وعندما رأى الشباب صاحبي أخذوه بالأحضان..
وأطال معهم المكوث والحديث ثم عاد بغير الوجه الذي ذهب به , ركب السيارة وهو واجم
ساكت فقلت له سلامات يا أبا فلان قال: هؤلاء الشباب هم أبناء صديقي فلان رحمه الله
تعالى وكنت أنا وهو كَفَرَسيْ رهان في التجارة وكان يُقتر على نفسه وأولاده , أما بعد
وفاته فقد استمتع أولاده بثرواته فاشتروا القصور الفخمة والسيارات الفارهة والمزارع الواسعة.
وفجأة اقترح عليّ اقتراحاً غريباً وهو أن نعود إلى الهجرة التي تبرّع لإمام مسجدها
بالخمسة آلاف , وافقت على العودة وعندما قابل صاحبي إمام المسجد طالبه
" بالشيك " فدهش إمام المسجد ولكنه طمأنه أنه سيرمم المسجد على حسابه كاملاً
في القريب العاجل.. فرح الإمام وقبّل رأس صاحبي وواصلنا المسير إلى الرياض.
وانشغلت عن صاحبي فترة طويلة من الزمن وبعد أشهر جمعتنا رحلة برية وبدأ يحدثني
عن الجديد في حياته قائلاً: تغير أسلوبي في الحياة من ناحية التوسع على أولادي
وأسرتي والأهم من ذالك كله إنفاقي في وجوه الخير فقد تضاعف عشرات المرات عن السابق..
وذكر لي مواقع عدد من المساجد شرع فيه بنائها وعدد من المحلات أوقفها لصالح بعض
البرامج الدعوية ولكفالة مجموعة من الأسر المحتاجة.. وغيرها من وجوه الخير المتنوعة ثم توقف برهة عن الحديث و قال:
أتصدِّق أن مالي الآن أكثر مما مضى فأرباح المشاريع التجارية التي أشارك فيها تضاعفت
ورأس مالي تضخم ولله الحمد والفضل والمنة.. ووالله أنا الآن أشعر بسعادة وراحة ما عشتها من قبل..
وقفة: ـ يقول الله تعالى: ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضعفه له وله أجراٌ كريم )
ااخوكم ابومصعب