في الوقت الذي يبدأ فيه الأهلي مشواره في بطولة كأس العالم للأندية باليابان خلال ساعات، يخسر الزمالك للمرة الثالثة على التوالي والمرة الرابعة خلال أخر ست مباريات والتي لم يحقق فيها أي فوز ليتراجع للمركز السابع في ترتيب فرق الدوري المصري.
في الوقت الذي يبحث فيه الأهلي عن تحقيق فوز على باتشوكا المكسيكي بطل قارة أمريكا الشمالية للتأهل للدور قبل النهائي للبطولة التي تجمع قارات العالم الستة ليتقابل مع ليجا ديبورتيفو دي كويتو الاكوادوري بطل قارة أمريكا الجنوبية في طريقه لتحقيق حلم الوصول للمباراة النهائية وملاقاة مانشستر يونايتد الرهيب، نجد الزمالك يبحث عن تحقيق فوز على فرق متواضعة في الدوري المصري أمثال الأوليمبي وبترول أسيوط وفشل في تحقيق ذلك خلال أخر ست مباريات في الدوري حيث تعادل مرتين وخسر أربع مرات وخسر من الفريقين الصاعدين للدوري هذا الموسم الأوليمبي وبترول أسيوط، وفي طريقه للهزيمة من الصاعد الثالث اتحاد الشرطة في المباراة المقبلة.
في الوقت الذي يبحث فيه أبو تريكة نجم الأهلي يبحث عن تسجيل هدف في المحفل العالمي لاعلان نفسه هدافا لبطولة كأس العالم للأندية على مدار تاريخها، فيما يبحث لاعبو الزمالك الـ30 المقيدين في القائمة ومعهم الناشئين العشرة الذين تم تصعيدهم عن تسجيل هدف يتيم في الدوري واللاعبين الـ40 فشلوا في ذلك خلال أخر ست مباريات أي لمدة 540 دقيقة متتالية علما بأن هدف الزمالك في الأوليمبي جاء برأس مدافع الأوليمبي بالخطأ في مرماه، وفشل الزمالك حتى في تسجيل ركلة الجزاء التي أتيحت له أمام بترول أسيوط.
في الوقت الذي يجد مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي صعوبة بالغة في تحديد التشكيل الأمثل لمواجهة باتشوكا خلال ساعات بسبب جاهزية اللاعبين ووجود عدد كبير من اللاعبين المميزين وهو ما يغضب عدد كبير من اللاعبين الذين يجلسون على مقاعد البدلاء، يجد المدير الفني للزمالك - أيا كان اسمه - صعوبة بالغة في اختيار تشكيلة للفريق بسبب قلة عدد اللاعبين الجاهزين وهو ما يجعله يلجأ لاشراك عدد كبير من الناشئين الذين لا يمتلكون الخبرة وأصبح التشكيل تقريبا مفروضا على المدير الفني لأن اللاعبين الجاهزين هم تقريبا 11 لاعب فقط هم الذين يلعبون.
في الوقت الذي يدخل فيه الأهلي بطولة تضم لاعبين من أمثال كريستيانو رونالدو وواين روني وكارلوس تيفيز ويملأ لاعبو الأهلي الطموح أن يتقدموا في البطولة ويصلوا للمباراة النهائية بل وينافسوا أيضا على كاس البطولة، نجد لاعبي الزمالك يفشلوا في مقارعة لاعبين أمثال شريف نوارج وحسن سوستة وعطية صابر.
في الوقت الذي يسعى الأهلي للوصول لمراحل متقدمة في أكبر بطولة في العالم للأندية والمنافسة على كأسها، نجد أن الزمالك ابتعد تماما عن المنافسة على درع الدوري المصري وباتت أقصى أماله وطموحاته هو احتلال مركز متقدم والدخول في المربع الذهبي لحجز مقعد في بطولة كأس الكونفيدرالية أو دوري أبطال العرب، وأصبح كل همه أن يبتعد عن المراكز المتأخرة والابتعاد عن شبح الهبوط، خاصة وأن الزمالك يفصل بينه وبين طلائع الجيش صاحب المركز الرابع عشر ثلاث نقاط فقط أي مباراة واحدة، ويتبقى للزمالك مباراتين في الدور الأول الأولى صعبة جدا أمام اتحاد الشرطة "الحصان الأسود" للبطولة هذا الموسم، والثانية مباراة محسومة تماما أمام الأهلي، وقد ينهي الزمالك الدور الأول في مركز متأخر ليصبح مهددا بقوة بالدخول في شبح الهبوط.
في الوقت الذي قام الأهلي بشراء لاعب مميز هو حسين ياسر خاض تجربة احتراف لمدة عام كامل في مانشستر سيتي الانجليزي ولعب لأندية برتغالية كبيرة مثل سبورتنج براجا وبوافيستا البرتغالي ومع ذلك لا يجد ياسر مكانا في التشكيلة الرئيسية للأهلي بسبب وجود لاعبين مميزين في مركزه في الفريق، وقام بشراء أحمد حسن أفضل لاعب في الدوري البلجيكي، وقام بشراء أحمد فتحي الذي خاض تجربة احتراف في الدوري الممتاز الانجليزي في شيفيلد يونايتد، نجد أن الزمالك أقام ضجة واحتفالا لمجرد التعاقد مع جونيور أجوجو الذي كان يلعب في فريق يحتل المركز الثاني عشر في دوري الدرجة الثالثة الانجليزي، ويتعاقد مع لاعب برازيلي تم الاستغناء عنه في الاتحاد الليبي مجانا، ويتعاقد مع اثنين لاعبين من المقاولون العرب لم يكن لهما دور كبير أو بصمة واضح في أداء الفريق، بل وفشل الزمالك في ضم إريك بيكوي مهاجم كوتوكو الغاني والذي فضل الانضمام لبتروجيت.
في الوقت الذي يستقر فيه الأهلي على مدير فني مميز هو البرتغالي مانويل جوزيه على مدار أربع سنوات كاملة متتالية، نجد أن الزمالك قام بتغيير أكثر من 12 جهاز فني على مدار أربع سنوات.
خلاصة الكلام:
أصبح من غير المقبول أو المنطقي أن نتحدث عن أن الزمالك هو القطب الثاني للكرة المصرية لأنه كلام انتهى وولى، فالأرقام والشواهد كلها تؤكد أن الكرة المصرية بات لها قطبا واحدا فقط هو الأهلي، بينما انتهى القطب الثاني تماما، وربما يصبح أحد فرق إنبي أو بتروجيت أو حتى اتحاد الشرطة هو القطب الثاني للكرة المصرية خلال السنوات الخمسة المقبلة.
نقطة أخيرة:
رغم الحديث عن تفوق الأهلي وانجازاته الا أنه من الوارد جدا أن يخسر في مباراته المقبلة خلال ساعات أمام باتشوكا المكسيكي، لأنه يلاعب فريق قوي وكبير وبطل قارة كبيرة وليس فريقا صغيرا من نوعية بترول أسيوط، وحتى اذا ما خسر الأهلي ولعب على المركزين الخامس والسادس فلن ينقص ذلك من قدره شيئا ويكفيه شرفا مشاركته في هذا المحفل العالمي ثلاث مرات من أصل أربع مرات أقيمت فيها البطولة وأصبح اسم "الأهلي" يتردد على ألسنة كل متابعي كرة القدم في العالم .. ولا عزاء للزملكاوية.