][®][^][®][علاقة الماء بلون الصخور][®][^][®][
إن من آيات الإعجاز العلمي المتعلقة بالماء قول الله جل جلاله: ) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)
ورد اختلاف الألوان في ثلاث فقرات في هذه الآية، إن بحثاً علمياً مطولاً ملخصه أن ألوان الصخور هي نتاج ألوان المعادن المكونة لها، وأن ألوان المعادن نتاج تركيبها العنصري ، وبيئتها ، وتفاعلها مع الماء ، فالماء هو العامل الحاسم في تلوين صخور الجبال ، لذلك قال تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً قد يعجب الإنسان من علاقة إنزال الماء من السماء باختلاف ألوان الجبال ، ففي بحث مطول ومعقد جداً عن الماء ، هذا العنصر الحيوي ، والذي يعد من أعلى العناصر المذيبة والفعالة، تبين أنه هو العامل الحاسم في تلوين الجبال، التي تأخذ ألوانها من ألوان معادنها التي تشترك في بنيتها، والمعادن تتلون بقدر أكسدتها، حيث إن الماء له علاقة بهذه الأكسدة ، لذلك تجد أن أحد عوامل تلوينها ، واختلاف ألوانها ، من جبال كالغرابيب السود، وجبال جدد بيض ، وحمر مختلف ألوانها يعود إلى الماء ..
فكلما تقدم العلم كشف عن جانب من إعجاز القرآن الكريم العلمي، من أجل أن نعلم علم اليقين أن الذي أنزل هذا القرآن هو الذي خلق الأكوان، وأن هذا التوافق بين معطيات العلم، وبين معطيات الوحي هو منطقي إلى درجة قطعية، لأن الوحي كلام الله، الفطرة السليمة غير المشوهة، وخطوط الواقع الموضوعي غير المزور ، فلا بد أن نعلم علم اليقين أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن قال تعالى :أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ.
هنا عطف . قال تعالى : وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ
و" إنما " تفيد القصر والحصر ، أي : ما لم تطلب العلم فلا سبيل إلى أن تخشى الله، فإن أردت أن تخشى الله الخشية الحقيقية فلا بد من طلب العلم ، لأن الله عز وجل يقول : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) : أي العلماء وحدهم يخشون الله ، ولا أحد سواهم .
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : (يقول تعالى منبهاً على كمال قدرته في خلق الأشياء المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد ، وهو الماء الذي ينزله من السماء ، يخرج به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ، وطعومها ، وروائحها ، كما قال تعالى في الآية الأخرى : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4).